تجارب مجنونة في صراع الحرب الباردة

تجارب مجنونة في صراع الحرب الباردة
من «القط الجاسوس» إلى ضرب القمر بـ«النووي» للاطباق الطائرة 

خلال الصراع المشتعل فى فترة الحرب الباردة، انخرطت حكومتا الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى فى إجراء العديد من التجارب الغريبة، وربما المجنونة، بهدف تدعيم المعرفة العسكرية واكتساب التفوق على المنافس، وتراوحت هذه التجارب بين الأبحاث النفسية وحتى أساليب التجسس غير التقليدية. موقع All Day رصد مجموعة من الأفكار “غير التقليدية” التى حاول الأمريكان والروس تنفيذها فى ذلك الوقت. تابع الصور مصحوبة بالتفاصيل من صفحة 


مشروع A119

قبل سنوات من هبوط أول رائد فضاء على القمر، كانت الولايات المتحدة متأخرة بخطوات وراء الاتحاد السوفييتى فى سباق الفضاء. كان الروس قد تمكنوا من إطلاق أول قمر صناعى، وأول إنسان إلى الفضاء، بينما لم تمتلك الولايات المتحدة فى تلك الفترة إنجازا يذكر، ولذا توصل المسؤولين إلى قناعة أن البلاد تحتاج إلى حدث كبير لوضع البلاد على الخريطة الفضائية. كانت الفكرة الأولى هى الهبوط على سطح القمر، وهو ما سارت فيه الولايات المتحدة بالفعل، لكن الخطة الثانية حملت اسم المشروع A119. تضمنت هذه الخطة إطلاق صاروخ باليستى نووى ليصيب خط التماس الذى يفصل بين الجزء المظلم والجزء المضىء على القمر، وكان يفترض أن يؤدى هذا التفجير النووى إلى سحابة ذرية هائلة يمكن رؤيتها من الأرض!



محاولة إذابة المحيط القطبى

بينما تربط الغالبية العظمى من الناس فترة الحرب الباردة بالمنافسة النووية، وسباق الفضاء، إلا أن تلك الفترة شهدت العديد من العمليات السرية التى ذهبت بعيدا فى الخيال، أحد هذه المشاريع هو الخطة الروسية لإذابة المحيط القطبى الشمالى. وتضمنت الخطة بناء سد عملاق يبلغ عرضه 55 ميلا، ويمتد من روسيا إلى ألاسكا، بهدف قطع سريان مياه المحيط الأطلنطى إلى المحيط القطبى. وكان يفترض أن يقوم هذا السد بقطع سريان تيار الخليج إلى المحيط الأطلنطى بما يسمح للمياه المالحة الدافئة بالذوبان فى ثلوج الأطلنطى.

أراد الروس من هذه العملية إذابة احتياطيات الثلوج فى المحيط القطبى وسيبيريا حتى يتمكنوا من الوصول إلى احتياطيات البترول فى المنطقة وزراعة المزيد من الأراضى. وهذه الخطة مجرد مثال على محاولة توظيف العلم فى حقبة الحرب الباردة، والمدهش إن الولايات المتحدة كان لديها اهتمام بمثل هذه الفكرة أيضا. بطبيعة الحال، لم يتم بناء هذا السد على الإطلاق، ولكن تلك الفكرة تقدم نموذجا على الأفكار «غير التقليدية» التى حاولت القوى المتصارعة تنفيذها بغض النظر عن مردودها أو تأثيراتها.






أطباق الولايات المتحدة الطائرة

flying sauser

مع ارتفاع درجة التوتر بين الدولتين الكبيرتين فى تلك الفترة، ازداد خوف المواطنين فى الولايات المتحدة من هجمات القنابل الذرية أو الحرب النووية. وكنتيجة لهذا الأمر اتجهت آمال وأنظار الناس هناك إلى السماء، وتعددت حالات مشاهدة الأطباق الطائرة بشكل غير مسبوق فى التاريخ. وعندما تكاثرت شهادات وادعاءات الناس برؤية الاطباق الطائرة، وجدت القوات الجوية الأمريكية نفسها مضطرة لتأسيس وحدة خاصة للتحقيق فى هذه المزاعم. كان الجيش الأمريكى يخشى أن هذه الأطباق الطائرة عبارة عن أجهزة تجسس سوفييتية، ووصلوا إلى قناعة مفادها إنه إذا كان الروس قد نجحوا فى تصنيع أطباقهم الطائرة فعلى الولايات المتحدة أن تفعل المثل.

لذلك، وفى عام 1956 قامت القوات المسلحة الأمريكية بتطوير طبق طائر تم تصميمه للارتفاع 100 ألف قدم فى الهواء، ولكن عند الانتهاء من التنفيذ لم يتمكن الطبق الطائر من الارتفاع أكثر من 3 أقدام عن الأرض، وكانت أقصى سرعة لحركته لا تتجاوز 30 ميل فى الساعة.





اختبار الأسلحة الكيماوية على الجنود

russian currents

بالإضافة لاختبار تأثير الأشعة الذرية على القبائل البدائية، قام الجيش الأمريكى أيضا بتأسيس قطاع فى المخابرات الأمريكية متخصص فى تنفيذ العديد من العمليات السرية الغامضة، وخلال الفترة من الخمسينيات إلى السبعينيات أطلقت حكومة الولايات المتحدة مجموعة من التجارب حملت اسم «تجارب إيدجوود»، وتقاطعت هذه التجارب مع برنامج MKULTRA وتم توظيف مجموعة من العلماء لاختبار تأثير الأسلحة الكيماوية على الجنود.

تعريض الجنود لغاز الأعصاب

قام الكولونويل جيمس كيتشم بإجراء العديد من التجارب على الجنود تحت دعاوى العلم، ورغم أن المشروع بأكمله كان انتهاك صارخ للإنسانية، إلا أن الرجل لم يتم محاكمته على هذه الأفعال مطلقا. والجنود الذين انخرطوا فى هذه التجارب لم يعرفوا أبدا أنهم يخضعون للتجربة، ولم تكن هناك عمليات لمتابعة تأثير هذه العقاقير المدمرة على صحتهم، وخلال التجارب حصل الجنود الخاضعون للاختبارات على كمية هائلة من عقاقير الهلوسة مثل LSD، كما تعرض بهم لغازات الأعصاب مثل VX وسارين.



عملية «القط الجاسوس»

Kitty

خلال حقبة الحرب الباردة، اختبرت الولايات المتحدة كل أنواع الأفكار للتجسس على الاتحاد السوفييتى، واحدة من أغرب هذه التجارب عملية «القط الجاسوس»، حيث قررت المخابرات المركزية الأمريكية وضع ميكروفون فى أذن قط، وزرع مرسل لا سلكى داخل جسده بعملية جراحية، لم يرتح الكثير من قادة المخابرات الأمريكية لهذا المشروع، ولكن المؤكد قيام جراح بيطرى بالعملية، وتم تدريب القط على الجلوس بالقرب من المسؤولين الأجانب حيث يتمكن عملاء الـ CIA من الاستماع إلى محادثاتهم، ولكن بعد الكثير من التجارب والتدريبات وإعادة التوجيه، فشلت الفكرة عند التنفيذ، وأطلق مسؤولى المخابرات القطة إلى الشارع، حيث صرعتها سيارة تاكسى!



مشروع هورايزون

لأسباب غامضة، حفزت الحرب الباردة الولايات المتحدة على الهوس بالقمر، وبالإضافة لمحاولات الهبوط على سطحه، أرادت الولايات المتحدة أيضا وضع محطة فضاء ضخمة على سطحه. وبينما لا تبدو هذه الفكرة جنونية الآن، إلا أنها كانت كذلك فى وقتها حيث كانت الولايات المتحدة على بعد 10 سنوات كاملة عن إنزال إنسان على سطح القمر. فى الحقيقة فإن وضع محطة فضاء على سطح القمر لم يكن له أى علاقة بتوسيع معرفة الإنسان بألغاز الفضاء، ولكن كان فقط محاولة للسيطرة على المزيد من «الأراضى». أرادت الولايات المتحدة إعلان القمر ملكية خاصة بها، وأرادت فعل هذا الأمر بفريق مكون من شخصين فقط كان يفترض بهما أن يقوما بتجميع معدات يبلغ وزنها 220 طنا فى الفضاء.



اختبار الإشعاع على هنود الأمازون

Amazon

وكأن استغلال الحيوانات فى التجارب الغريبة لم يكن كافيا، حيث قام الجيش الأمريكى بمجموعة من العمليات والأبحاث غير التقليدية على البشر، وكانت أولى تجارب قياس مدى تأثر البشر بالإشعاع الذرى قد تم إجراؤها على إحدى القبائل البداية فى فنزويلا. قامت هيئة الطاقة الذرية بتعريض هذه القبيلة إلى الإشعاع، وأدى هذا الأمر إلى إبادة المئات من قبيلة يانونامى، قاد هذه التجارب جيمس نيل إخصائى علوم الوراثة والذى طلب من فريقه منع العلاج الطبى عن المرضى تحت اسم العلم!




عملية الطاووس

لم تكن حكومات الولايات المتحدة وروسيا فقط هما اللاعبان الأساسيان فى الأفكار المجنونة خلال حقبة الحرب الباردة، حيث دخلت المخابرات البريطانية هى الأخرى طرفا فى اللعبة مع مشروع «الطاووس»، وهذه الخطة كانت تستهدف زراعة ألغام أرضية نووية بحجم 7 طن على حدود ألمانيا الشرقية، وكانت تلك الألغام تضم فيوز تفجير بزمن 10 ثوانى، وكان يفترض أن يتم دفنها تحت الأرض، ومع التعمق فى التفاصيل، أوضح العلماء خشيتهم من تأثير الطقس البارد على الالكترونيات داخل اللغم وبالتالى تعطلها، لذا قاموا بالتفكير فى طريقة تحتفظ بدفء اللغم. أما الحل الذى توصلوا إليها؟ فكان ملء كبسولة اللغم بالدجاج! وبشكل عام، تم إلغاء هذه الفكرة المجنونة فقط لخشية الحكومة البريطانية من انكشاف قيامها بزرع القنابل فى منطقة خاضعة للحلفاء.



مشروع ستارجيت

بالرغم من أن اسم المشروع يعيد للأذهان مسلسل الخيال العلمى الشهير فى الثمانينات، ولكن «المشروع ستارجيت» كان فى الحقيقة هو الإسم الكودى لوحدة خاصة فى الجيش الأمريكى تأسست عام 1978، وجمعت هذه الوحدة بين عناصر من المخابرات الحربية الأمريكية، وشركة خاصة لتأسيس مشروع يهدف لجمع المعلومات حول الظواهر الخارقة، وكانت فترة العمل المشروع تمتد إلى 20 عاما وبتمويل بلغ 20 مليون دولار، وقامت الحكومة الأمريكية بتوظيف 22 عالما فى الظواهر النفسية للبحث فى قضايا مثل الرؤية عن بعد، وتوارد الخواطر.