ما هو العامل المشترك بين أنجح ناس في العالم

ما هو العامل المشترك بين أنجح ناس في العالم
باحث من جامعة بوسطن بعد أبحاث شاملة ومتوسعة أكتشف إن أنجح ناس في العالم (الناس اللي بتعمل شركات بتغير العالم كله وتقلبه رأسًا على عقب مثل الFacebook وApple وGoogle، إلخ) واللي فيما بعد بيصبحوا مليونيرات ومليارديرات ليسوا بالضرورة هم الأنجح في الدراسة، بل في أغلب الأحيان بيكون مجموعهم الدراسي متوسط أو أقل من المتوسط بنيف وليسو الأكثر تفوقًا أو من هم على قمة المجموع الدراسي. الموضوع ليه أسباب كتيرة أولها إن المدرسة أكبر بتكافئ الشخص اللي بيتبع القواعد والتعليمات، فيما أن الحياة أكبر مكافآتها بتكون محفوظة للناس اللي بتحيد عن القواعد والمألوف ويشقوا طرق جديدة لنفسهم ويفكروا خارج الصندوق. وأيضًا لأن الغالبية الساحقة لمن هم على قمة جبل العبقرية أو الذكاء بالنسبة لها المدرسة بتكون روتين وخانقة للإبداع أو تحول دون ممارسة هواياتهم والأشياء اللي هم شغوفين بيها بأكبر حرية ممكنة وبالطريقة التي يريدوها ولذلك لا يهتموا لها كثيرًا. وايضًا لأن أعلى درجات الناجحة مش بتأتي من الإجتهاد لفترة محددة ولكن من التمسك بالحلم والمثابرة والنهوض بعد الفشل لأطول وعدم اليأس لأطول فترة ممكنة.
.
الأشياء الواجب ملاحظتها هنا، إن أغلب الناس اللي على قمة جبل النجاح أو اللي بيصنعوا المنتجات اللي بتغير العالم كله بيبقى مجموعهم متوسط ولكن العكس ليس صحيحًا، يعني مش كل ولا حتى أغلب اللي مجموعهم متوسط هيعملوا منتجات تغير العالم ولا حتى هينجحوا أي نجاح ملحوظ. والشيء الآخر الواجب ملاحظته هو إن ذوي أعلى مجموع دراسي غالبًا برضو بيبقوا ناجحين نجاح مبهر (وطبعًا فرصتهم في النجاح أكبر من غالبية ذوي المجموع المتوسط) ولكنهم ليسوا الأغلبية في قمة هرم النجاح ولا حتى أقلية معتبرة، بل الغالبية الساحقة من قمة هرم النجاح الثوري وتغيير العالم محفوظة لناس مجموعاتهم متوسطة وقلة مجموعهم نابعة ليس من قلة قدراتهم وإنما لأنهم متميزين بشكل مفرط. يعني الشاهد من الموضوع أن قلة المجموع مش دليل قاطع على الفشل ولا حتى دليل جيد وممكن يكون دليل على العكس التام. طالما عندك حلم ومتمسك بيه وشغف وعارف إنك متميز ومثابر فغالبًا المجموع لا يعني الكثير. وعلى فكرة دا نفس رأي أغلب الشركات الكبرى ليس أقلهم جوجل اللي معلنة بشكل صريح أن المجموع الدراسي ليس مؤشر جيد على نجاح الشخص فيما بعد ولا قدراته العملية والدماغية ولذلك لا يعتد به عندهم.

كتبه | مهدلي